تبلد

بواسطة | 27/04/2010


المقالات والصور المعقدة تستهويني كثيراً ، لا أدري هل هو تغير في نظرتي وشخصيتي الداخلية للأمور العامة أم الأمور التي حولي هي التي تغيرت

ينتاب الإنسان نوبات من عدم اللامبالاة من تبلد الإحساس والإهتمام الذي كان يحرص عليه في أمور حياته وخاصة الأشخاص الذين يدققون في كل صغيرة وكبيرة يتعاملون معها ، فكثرة التعقيدات في حياتنا والإهتمام بكل أوجهها تُفقد الإنسان حماسه ونشاطه لها بشكل كامل مما يجعله يتبلد ويتراخى في القيام بما هو متعود عليه ، وهنا المحك في كلمة “متعود” فلو لاحظنا مهامنا العامة تجد بها صغائر أو كماليات ليست ضرورية ومن الممكن أن تعطينا مساحة من الوقت في يومنا وتبعد عنا ملل الرتابة اليومية ، أغلبنا يقوم بأعمال لا تستهويه في أغلب الأحيان لكنه مجبر عليها بغرض أنها لقمة للعيش أو متطلب لحصولك على هدف تسعى له ، وفي نظري أن هذه أهم أسباب تولد التبلد كوننا نكون مجبورين على أمور لا نحس بمتعة ونحن نعمل بها وننجزها فمع كثرة تعاملنا معها يبدأ الملل واليأس طريقه وهذا واقع أشاهده كثيراً في مجتمعنا كون أغلبهم سلك طريقاً لم يكن يوماً يريده أو يتمناه فبالتالي لم يتولد له هدف في حياته لكي ينجزه أو يحققه إلا إنجاز مؤقت

الغريب المتناقض في مجتمعنا أنه حتى من له هدف وسلك الطريق الذي يطمح له يصاب بالإحباط لكثرة التعقيدات والمعوقات من المجتمع نفسه بعاليه المحبط فكلما تريد أن ترفع من مستوى الطموح تقابل بصدة معاكسة تكسر هذه الخطوة حتى أصبح من يريد التجربة ومواجهة المجتمع كمن يريد الإنتحار ، بواطن المجتمع يعرف أنه يوجد خلل لكن لما لا يوجد إصلاح ؟ سؤال صغير لكنه محير فلا إجابة له وكل ما هو موجود حاليا هو رمي الأسباب والتهم على كل طرف أنها المسببة لهذا الوضع !!

سابقاً كانت براءة الأطفال تسابقهم بالقول نطمح لنكون أطباء لكن إذا سألنا أحد أطفال هذا الزمان عن طموحه فلن نزايد إذا قلنا لاعب كرة قدم مشهور ، فما المانع من أن يسلك ما يريده هذا الطفل بدون تقييد لتفكيره فهو لم يصل لهذه القناعة إلا إذا كان جو منزله بهذا المناخ الرياضي ولو خالفه والداه فمستحيل أن يكون تبنأ هذا التوجه بمجرد صحبة عابرة للعب الكرة مع أقرانه فعقليات أطفال هذا الزمن لابد أن نعترف أنها تغيرت وأصبحت أكثر توسعاً بعوامل داخلية وخارجية فالتعامل معهم لابد أن يكون حذراً ومقنعاً ولم تعد الأساليب الجاهلية تناسب هذه المرحلة

ليس العيب في الطموح وليس في نوع الطموح لكن في مواجهة الطموح فأكثر ما أضر بمجتمعنا هو التقليل من أفكار وإبداعات الأشخاص التي ما أن يعلنها حتى يبدأ المجتمع بالتهكم عليه وإذا رأوا أنه سائر على نهجه حاربوه بشتى الطرق حتى أحبطوه وللأسف أن مثل هؤلاء الأشخاص يصبحون أسوأ من محبطيهم فأصبح مجتمعنا مجموعة من الإحباطات المتراكمة ما أن تواجه مجموعة حتى تظهر لك الأخرى مدافعة عن البقية وهكذا !!

ربما مازال هناك طموح بالمجتمع لكن على هذا المنوال سوف نصل لمجتمع بلا طموح وفقط مجرد آلات عاملة بلا أهداف في حياتها وهذه قمة التبلد عندما نشجع بعضنا على هدم مستقبلنا

6 تعليقات على “تبلد

  1. ملك الحلم

    المشكلة تراكمية

    فمن أهم الأسباب وجود جيل أباء معظمهم لا يهتم في رعاية الموهبة والطموح إن سلمت من التحطيم، وذلك في وجودلمجتمع المدرسة ومجتمع الشارع الذين يقضون على ما تبقى من الطموح بشكل أو بآخر

    شكرا أبا راكان

    رد
  2. عبدالعزيز كاتب الموضوع

    بالفعل والأسوأ أن الكل أصبح يعلم ذلك لكن لا يريد مواجهة نفسه والمجتمع بذريعة العرف والتقاليد

    سعيد بمرورك 🙂

    رد
  3. DrReem

    ربما مازال هناك طموح بالمجتمع لكن على هذا المنوال سوف نصل لمجتمع بلا طموح وفقط مجرد آلات عاملة بلا أهداف في حياتها وهذه قمة التبلد عندما نشجع بعضنا على هدم مستقبلنا
    😐
    قمة التبلد ايضا عندما تسمع بمن ينادي ويشجع على الطموح و الرقي و النظره المسقبليه و…..
    والحقيقه انه في ارض الواقع ابعد ما يكون ان لم يكن حجرة عثر امام هذا الطموح
    كثيرا ما راينا و قرانا في مراكز العمل عن طموحنا, اهدافنا, نظرتنا , نطمح لان نكون,,,,,,
    وفي ارض الواقع هم اكثر من يحارب الطموح و التجدد
    الطموح بدون بيئه مناسبه من المستحيل ان يتحقق الا ما شاء الله,, او على قولتهم بعد طلعة الروح , ويكون صاحب الطموح مل من طموحه , ويجيك من يقول ( وش فيك حماسك قل عن اول ,, وين الطموح) ❓

    رد
  4. عبدالعزيز كاتب الموضوع

    منورة د/ ريم

    الإحباط وتكسير مجاديف الطموح وصل لدينا لدرجة عالية والسبب أن مسيري أمور الإدارات من الأجيال الغابرة لا يتزحزحون مقاعدهم لعشرات السنين ولا يريدون تغيير نمط حياة إداراتهم فيذهب ضحيتها الجيل الشاب الطموح

    رد
  5. Dent_Aml

    مجتمعنا مجتمع متناقض بشكل فضيع
    وقت النقاش من خلف الشاشات وإبداء الرأي في اي وسيلة اجتماعية تجد عقلية متفتحه مؤمنة بالطمووح والموهبة والتجديد ذات الشخص عندما يمر بأول اختبار واقعي يفشل بإمتياز ولا يمكن ان يعترف او يؤمن بان تفكيره ومنهجه وطريقته غير منطقيه بل يجد العذر سريعا في المجتمع او في العادات والتقاليد وماهو الا جزء منها ،
    قتل الطموح والرأي السلبي ومبدأ ان لم تكن معي فأنت ضدي تجعل تقدم الطمووح والإنتاج في مثل هذه البيئات صعب جدا ،،
    كلامك منطقي وواقعي رغُم أنه “يكدر الخاطر”

    رد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *