Sandy


كانت الأيام التي سبقت يوم 29 من أكتوبر 2012 في الولايات المتحدة الأمريكية أياماً عادية مشحونة بالإنتخابات الأمريكية وكانت نشرات الأخبار الجوية تتحدث عن إحتمالية حدوث إعصار نادر يضرب الشمال الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية ولهذا كانت إجراءات الطوارىء ليست خطيرة حتى يوم 27 من أكتوبر 2012 حتى ثبت فعلياً ما كانوا يتخوفون منه بإنحراف الإعصار إلى الشمال الشرقي من أمريكا وتحديداً ولاية نيوجرسي ونيويورك المواجهين الرئيسيين لقوة الإعصار ، ثم بدأ الإنذار والتحذير وإجلاء السكان من المناطق الخطيرة للفيضان مع قوة الإعصار الذي شُحن بقوة إضافية من رياح شمالية وأيضاً من داخل أمريكا وصادف أيضاً ليلة إكتمال للقمر مما يعني مد وإرتفاع للبحر فكل هذه العوامل خلقت إعصاراً نادراً كل توقعاتهم أنه مدمر فسبحان الله القادر على كل شيء

عند بداية الإعصار وقوة الرياح على مدار ست ساعات مستمرة توقعت أن زجاج النوافذ ستتكسر في أي لحظة وخاصة عندما تكون بمبنى عالٍ في منهاتن بنيويورك فتعرف كم أنت ضعيف لا حول ولا قوة لك إلا بالله ، ولا يسوء الأمر إلا بإنقاطع الكهرباء والماء عن كامل الحي وكان توقعي بعد هدوء الإعصار أن تعود الكهرباء سريعاً لكن خاب توقعي عندما شاهدت ما خلفه هذا الدمار في أجزاء نيويورك ونيوجرسي من دمار للمنازل وتشرد بلا مأوى وتدمير للبنى التحتية ولا تعرف قيمة ما تملكه إلا عندما تفقده فالحمدلله على كثرة نعمه

صحيح هي كارثة ولا يتمناها أحد لكن هناك عدة فوائد شخصياً استفدت منها ، الاستعدادات المسبقة لمنزلك وتوقع الأسوأ من إنقطاع للكهرباء وكيف يمكن أن تتأقلم بإيجاد الحلول البسيطة أو الترتيب المسبق للتنقل السريع لمكان أفضل طبعاً لا راد لقضاء الله لكن نأخذ بالأسباب ونحتاط فالكثير تهاون بها وإنصدم أنه مقطوع عن العالم ففكرة أن يكون لديك مذياع بالبطارية الجافة حتى تسمع أحدث المستجدات وكشاف صغير للإضاءة مع وفرة لمياه الشرب وكمية من الأطعمة التي لا تحتاج للتبريد كي لا تفسد هي إجراءات بسيطة لا تعرف قيمتها إلا بعد أن تكون في قلب الحدث

أعجبني تكاتف المجتمع مع بعضه وسؤاله عن بعضه وخاصة كبار السن وأيضاً التطوع لخدمة المجتمع وتقديم الملابس والأطعمة وحتى عرض إمدادات لشحن الأجهزة لمن تضرر وأصبح بلا كهرباء أو مأوى وعلى النقيض فهناك السيء من استخدم هذه الظروف لسرقة البيوت والتمثيل بأنهم عمال إصلاح للكهرباء !!

خمسة أيام من الظلمة علمتني أشياء كثيرة مهما كتبت عنها فخاتمتها أن اللهم لك الحمد على كل نعمك التي لا تحصى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *